مدير المنتدى Admin
عدد المساهمات : 89 تاريخ التسجيل : 31/03/2009 العمر : 29
| موضوع: مغامرات درامية الأربعاء يونيو 17, 2009 5:32 pm | |
| من تابع الدراما السوريــة خلال سنوات العــقـد الفـائـــت، يلحظ أن أعــمالـــهـــا الأهم، ونـعــنـي هنا الأنضج فنياً وجمالياً، كتبها مؤلفون «غير محترفين»، او بكلام آخر كتاب دخلوا ميدان الكتابة للتلفزيون حديثاً، ولا يملكون أسماء برّاقة تدفع شركات الإنتاج إلى ملاحقتهم و «تكليفهم» مسبقاً. هؤلاء كتبوا بروح الهواية، وبما في تلك الروح من مغامرة وجرأة سواء في اختيار الموضوعات التي تهم المشاهد، أو في العثور على أشكال فنيّة تنجح في مغادرة الرّتابة والصعود إلى حالات فنية جمالية لها أثرها في فن درامي تلفزيوني يتجدّد ولا يراوح. وباستثناء قلّة لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة من القابضين على جمرة الإبداع، فإن الكتاب «المكرّسين» يعيشون – ومنذ سنوات – في حالة استثمار لأسمائهم ولحضورهم الإعلامي، ولكن باجتراح أعمال لم تستطع الإفلات من الرغبة المسبقة في إبهار المشاهد، من خلال دراما تميل غالبا إلى التهويل واستحضار المعالجات «الشعبوية» الغارقة في التكرار والتنميط والأسطرة، وغير القادرة على رؤية «الرواية التلفزيونية» لمساحة صراع إنساني يلزمها أن تكون صادقة كي تكون حقيقية وقريبة من قلوب المشاهدين وعقولهم. وبهذا المعنى بالذّات تبدو نجاحات الدراما السورية الأهم نجاحات للجيل الجديد من الكتاب، ولمخيلاتهم التي لم تغرق في سكونية نظرتها أو تستسلم لنجاحاتها السّابقة. هي حالة تقارب ما عاشته الدراما المصرية حين استسلمت زمناً ليس قصيراً لتحالف «المحترفين» من ذوي الأسماء اللامعة مع نجوم التمثيل وشركات الإعلانات لتحصد من ذلك التحالف فقراً في المخيلة، وبنائيات درامية يجري تفصيلها على قدود النجوم وقاماتهم. لعل ما يميّز الدراما السورية ويحميها من السقوط في هذه «الحالة» هو ذلك الباب الضيّق والمفتوح بصورة جزئية على مخيلات ثرّية لكتاب مبدعين يغامرون، ويأتون إلى الساحة الدرامية بالجديد والمتطوّر والنابع من تجربة غوص عميق في العوالم الاجتماعية وما فيها من حالات تستحق الرؤية. بل إن توسيع مساحة حضور أصحاب هذه التجارب الجديدة هو ما سيمكّن من رفع مستوى هذه الدراما، ويمنحها فرصة أكبر لجعل الجميل والمتألق هو السّائد، وصولاً الى حماية الإنتاج برمّته من السقوط في الرّتابة والتكرار
| |
|